مواضيع أخرى

الحرب على غزة – 3

هاهي دولة الكيان تشن حربا جديدة على غزة هذه الحرب ليست كالحربين السابقتين 2008 و 2012 الجديد هنا تأتي هذه الحرب بعد توقيع كلا من حركتي فتح وحماس على اتفاق المصالحة الذي جاهدت إسرائيل لإجهاضه كما أنها تأتي بعد فشل المفاوضات الدائرة بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.ولكن الجديد هنا هو الهبة الجماهيرية لأهلنا في الضفة الغربية بعد مقتل الفتي محمد أبو خضير من مخيم شعفاط على أيدي المستوطنين الصهاينة.

ما يجري على الأرض هو إفلاس صهيوني وسط تذمر غربي من تصرف رئيس الوزراء الصهيوني الأحمق نتنياهو فعملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل والعثور عليهم مقتولين لم تستجدي التعاطف الغربي حيث برزت تساؤلات في الغرب حول هذه القضية ماذا أتى بهؤلاء المستوطنين إلى الأراضي الفلسطينية ومع تزايد المقاطعة الغربية للمستوطنات ومنتجاتها وكل الشركات العاملة فيها يضع دولة الكيان في عزلة غير معهودة سابقا حيث هناك تذمر من هذا الفتى المدلل وبالتالي هذه الحرب الجديدة تضع إسرائيل في مأزق وسيكون من الصعب وجود تدخلات من الغرب لإخراجها من هذا المأزق.ناهيك عن تأزم الوضع الداخلي في دولة الكيان حيث أن ضربات المقاومة النوعية في العمق الصهيوني وخاصة بعد وصول صورايخ المقاومة لجنوب مدينة حيفا و قلب مدينة تل أبيب ألقى الذعر في قلوب الصهاينة حيث تم فتح الملاجئ في جميع أنحاء البلاد واليوم تم ضرب مدينة ديمونا.

المقاومة رغم الحصار المفروض من قبل إسرائيل و الجارة العربية مصر إلا أنها أثبتت أنها ما زالت قادرة على الوقوف في وجه العدو الصهيوني و ألته الحربية الضخمة التي أصبح بنك أهدافها خاويا فمن الملاحظ توجه العدو لضرب المدنيين الآمنين في جميع أرجاء القطاع الحبيب و ما حصل بالأمس في خانيونس لعائلة أبو كوارع لدليل قاطع على ضعف معلومات العدو و إفلاسه.

في رأي لن يتدخل الغرب هذه المرة لإنقاذ الموقف لأن الغباء الإسرائيلي وحماقته ستكون له درسا هذه المرة نحن لا نعول على المفاجآت فميزان القوى معروف إلى أين يميل ولكن اعتبارات النصر أو الهزيمة لا تقاس هكذا ومن السابق لأوانه معرفة ما ستأتي به الأيام القادمة وستكون النتائج في صالح المقاومة و الشعب الفلسطيني الذي توحد هذه المرة في وجه العدوان في غزة و الضفة . فكلنا في صف المقاومة و ندعو الله عز وجل الثبات و النصر إنه على كل شيء قدير.

رحم الله شهدائنا ونحتسبهم عند الله كذلك و شفى الله جرحانا والخزي والعار لكل المتخاذلين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم الأرض
منذ عام 1948 و الاحتلال يحاول طمس الهوية الفلسطينية العربية حيث صادر آلاف الدونمات من آراضي المناطق ذات الأغلبية العربية في خطة لتهويدها و طمس المعالم العربية في الجليل.ولكن هيهات أن يمر هذا المخطط مرور الكرام كما مرت الكثير من الآحداث على قضيتنا بشكل مخز و مذل بسبب التخاذل العربي والتآمر الغربي.

إخواننا الفلسطينيون داخل الخط الأخضر خرجوا في 29/3/1976 من بلدة دير حنا بمظاهرة تم قمعها بالقوة على أثرها تحركت جماهير بلدة عرابة بمظاهرة أخرى  و كانت هذه الخطوة هي تحدي للاحتلال للمرة الأولى منذ عام 1948 وكان الرد الصهيوني على المواطنين العرب عسكريا سقط على أثرة ستة شهداء و أصيب وأعتقل المئات.

يوم الأرض
في يوم السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام دولة الكيان.
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 م، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

شهداء الأرض

قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات إسرائيل إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.

ففي مساء 29/03/1976 داهمت قوات الشرطة، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، وقد اشتبكت مع الأهالي واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين وكان أول شهداء يوم الأرض.

وفي اليوم الثاني أي يوم 30/03/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، ولكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وحقدهم، وخرج الشعب إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل.

لم تكن هذه المعركة هي الوحيدة في ذلك اليوم، فقد عمّت المظاهرات جميع قُرى ومدن الجليل، واشتبك الشعب مع قوات الشرطة والجيش التي حاولت تفريق المتطاهرين واستعملت في ذلك مختلف الأساليب.

ففي قرية سخنين، زعمت قوات الاحتلال الصهيونية أن الأهالي خرقوا نظام منع التجوال وهاجموا قوات الشرطة التي اضطرت بزعمها إلى استعمال القوة، وإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أهالي القرية هم الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد "رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة، وجُرح أثناء الاشتباك حوالي خمسين شخصاً، واعتُقل حوالي سبعين شخصاً آخرين.

أما في قرية كفر كنا، فقد حاولت الشرطة استفزاز المتظاهرين، بإطلاق النار عليهم، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، واستعمال الهراوات واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال، واستُشهد شاب يدعى محسن طه وجُرح آخرون، واعتقلت الشرطة عشرات الشبان.

وفي قرية الطيبة، حاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل، وأخذت تطلق النار على الفلسطينيين بدون تمييز وسقط الشهيد "رأفت علي زهدي" والذي جاء من قرية نور الشمس ليُشارك في الإضراب في قرية الطيبة، وقامت الشرطة بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة. أما في الناصرة فقد شمل الإضراب حوالي 80بالمائة من المدينة، وانتهزت قوات الاحتلال الصهيونية فرصة الإضراب للاعتداء على رئيس بلديتها، فقامت بمداهمة منزله بحجة ملاحقة بعض الفتيان الذين رجموا قوات الأمن بالحجارة والزجاج وقنابل المولوتوف واعتدت بالضرب على زوجته وابنته.

وتدافع الشباب في المدينة على المستشفيات للتبرع بالدم لعشرات الجرحى، الذين نُقلوا من القُرى العربية إثر الاشتباكات.

وفي طمرة حوَّلت الشرطة ساحة البلدة إلى ساحة حرب استخدمت فيها المجنزرات والسيارات العسكرية، وقد تعرضت القرية لاعتداءين من قِبل رجال الشرطة، وشوهدت بعض السيارات المحترقة عند مدخل القرية واعتصم عدد من الفلسطينيين في المجلس المحلي احتجاجاً على تصرف رئيس المجلس الذي استدعى قوات الاحتلال لتفريق المتظاهرين.

وفي دير حنا استُشهد أحد الفلسطينيين، وأُصيب عدد آخر بجراح وأعلن العدو أن 38 جندياً صهيونياً قد أُصيبوا بجراح، وأن ست سيارات عسكرية قد أُحرقت.

وفي الطيرة حاول رئيس المجلس المحلي طارق عبد الحي تفريق المظاهرة فتصدى له الأهالي، واستدعى رجال الشرطة، التي هُرعت بالمئات وانهالت على الفلسطينيين بالضرب وأطلقت عليهم النار، مما أدى إلى إصابة بعض الشبان، واعتقال حوالي 40 شخصاً.

وفي باقة الغربية، خرج الأهالي إلى شوارع القرية في تظاهرة كبيرة متحدية قوات الشرطة، التي كانت تتجول في شوارع القرية منذ يوم 29/3 والتي قامت بدورها باعتقال عدد من الشبان.

وفي كسرى، تصدى الأهالي لجرافات الاحتلال التي كانت تحميها قوات من الشرطة بهدف مصادرة الأراضي، وقد منعوا الجرافات من دخول القرية، وأقسم الجميع على التمسك بالأرض ومقاومة أي مصادرة جديدة.

وفي كفر قاسم أضربت المتاجر والمدارس وتجمهر حوالي ألف شاب في ساحة المجلس المحلي، وهتفوا هتافات وطنية، ثم ساروا في مسيرة صاخبة إلى الأسلاك الشائكة التي أقامتها إدارة أراضي إسرائيل حول أراضيهم المصادرة واقتلعوها فاعتقلت الشرطة بعض الفلسطينيين، وفرقت المظاهر بالقوة.

وفي قلنسوة وضع المتظاهرون حواجز في الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات وكان الإضراب عاماً، وتدخلت قوة من الشرطة وحرس الحدود لتفريق المظاهرة وإزالة الحواجز.

وأضربت قرية الرامة عن بكرة أبيها معلنة سخطها، وتجمعت الجماهير أمام كنيسة الأرثوذكس لتُعلن استنكارها لجرائم القتل الوحشية ومصادرة الأراضي.

وفي نحف داهمت قوات كبيرة من قوات الأمن القرية، وبدأت تضرب البيوت بالقنابل المسيلة للدموع، وتعتدي على الفلسطينيين وقامت بحملة تفتيش واسعة واعتقلت بعض الشباب.

وفي مجد الكروم وبالرغم من معارضة رئيس المجلس المحلي، سارت تظاهرة كبيرة اخترقت شوارع البلدة، وتوجهت إلى الجامع حيث قرأت الفاتحة على أرواح شهداء الأرض، ثم توجهوا إلى المجلس المحلي وطالبوا باستنكار المذابح الوحشية ومصادرة الأراضي؛ كما أضربت كل من قرى دير الأسد والبعنة وأبو سنان وكفر ياسيف وشفا عمرو وعبلين وكابول.

كي لاننسى الأرض هي الهوية بالنسبة لنا و أساس الصراع مع الصهاينة و مخطئ من يظن أننا كشعب فلسطيني سواء في داخل الخط الأخضر أو في حدود 1967 أو حتى في الشتات سوف نتنازل عن حقنا في أي شبر من أرض فلسطين فكل مايدور من أحداث و مفاوضات مع الكيان ما هي إلا فقاعات هوائية ولا بد يوما أن ينفجر البركان و يثور على هذا المحتل و لا بد للأرض أن تعود لأصحابها بأذن الله.

فلسطين ليست غزة و القدس الشرقية و فتات و قطع مشتتة من الضفة فلسطين هي منالبحر إلى النهر لا مكان لبني صهيون فيها. المجدل بلدي و مسقط رأس أبي و أمي و أجدادي و لا حق لأحد أن يتنازل عنها و الأيام دول المطلوب وحدة وتضامن أكثر من 30 تنظيم على الساحة الفلسطينية ليكونوا يد واحدة في وجه هذا المحتل وكفى فرقة وإنقسام.

و الله ما نحتاجه لتحقيق هذا سوى تطبيق قول الله عز و جل:

 " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ( 7 ) والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ( 8 ) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ( 9 ) أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ( 10 ) ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ( 11 ) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ( 12 ) " ( محمد )

رحم الله شهداء يوم الأرض و كل شهدائنا و لانزكي على الله أحد.

أسماء شهداء يوم الأرض:

1. خير ياسين من عرابة.
2. رجا أبو ريا من سخنين.
3. خضر خلايلة من سخنين.
4. رأفت الزهيري من نور شمس.
5. حسن طه من كفر كنا.
6. خديجة شواهنة من سخنين.

أقتبست الأحداث من الموسوعة الحرة.

البوستر في الأعلى من عمل الفنان عبد الرحمن مزين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين العقيدة و الفكر

ترددت كثيرا في كتابة هذه التدوينة و لكن المستجدات و الأحداث التي نعيشها اليوم طغت على هذا التردد و دعوني بداية أن أعرّف العقيدة و الفكر.

تعريف العقيدة:

الاعتقاد هو الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. والجمع: عقائد. وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به، فهو عقيدة، سواءٌ، كان حقاً، أو باطلا. هي مجموعة الأفكار والمبادئ التي يؤمن الفرد بصحتها. يكون تبني العقيدة عن طريق الإدراك الحسي، الاستنتاج،الاتصال مع الأفراد. يتداخل مصطلح العقيدة مع مفاهيم أخرى مثل الأيدلوجيا و العقائد الدينية.

أما العقيدة الإسلامية:أصل العقيدة في اللغة مأخوذ من الفعل عقد، نقول عقد البيع واليمين والعهد أكّده ووثّقه. وعقد حكمه على شيء لزمه.

العقيدة اصطلاحاً:

فهي التصور الإسلامي الكلي اليقيني عن الله الخالق، وعن الكون والإنسان والحياة، وعما قبل الحياة الدنيا وعّما بعدها، وعن العلاقة بين ما قبلها وما بعدها. فالعقيدة تتناول مباحث الإيمان والشريعة وأصول الدين والاعتقاديات كالإيمان الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب، وأُصول الدين، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأمر، والحكم، والطاعة، والإتباع لرسوله. فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين وتصح معه الأعمال. وهي الثوابت العلمية والعملية التي يجزم ويوقن بها المسلم.

تعريف الفكر:

الفكر هو مصطلح يتم استخدامه في الدراسات المتعلقة بالعقل البشري، ويشير إلى قدرة العقل على تصحيح الاستنتاجات بشأن ما هو حقيقي أو واقعي، وبشأن كيفية حل المشكلات. ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر إلى مجالين واسعي النطاق. وفي هذين المجالين، استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض.

التعريفات عاليه مأخوذة من الموسوعة الحرة و في مواقع أخرى وجدت أن التعريف للعقيدة والفكر يدلي بنفس المضمون.

أكتفي بهذه التعريفات و أعود بالذاكرة إلى بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي حيث نشأت في بيئة إسلامية و تعلمت القراءة و الكتابة و يقولون من شابه أباه ما ظلم. فقد كان والدي رحمه الله من محبي القراءة و كان يمتلك مكتبة تحتوي على آلاف الكتب المتنوعة من كتب دينية, قصص و روايات, علوم و سياسة, وكتب عن الأيدلوجيات السائدة في العالم أجمع.

قرأت الكثير من هذه الكتب من باب التثقّف كما بدأت أتفاعل مع أفراد المجتمع المحيط بي من أهل و جيران و أصدقاء سواء في الشارع أو في المدرسة. لاحظت ما يسود في مجتمعنا في ذلك الوقت أفكار غريبة بعيدة كل البعد عن الدين فمجتمعنا المسلم إلا من رحم ربي يؤمن بفكر غريب و للأسف بعض الناس وصل بهم الحد للاعتقاد و الإيمان بهذا الفكر ألا وهو الفكر الماركسي اللينيني وغيرها من الأفكار العلمانية  الأخرى.

طبعا القضية الفلسطينية غنية عن التعريف و ظروف الاحتلال و ظهور الحركات الثورية المناهضة للاحتلال و التي كلها تدعوا لتحرير فلسطين بدءا من حركة فتح و الجبهتين الشعبية و الديمقراطية و سابقا لهم بعقود الحزب الشيوعي الفلسطيني و حركة الإخوان المسلمين.هذه الحركات و الأحزاب ما عدا "جماعة الإخوان المسلمين" كانت جميعها تتبنى أفكار ليس لها علاقة بالدين فحركة فتح التي انتهجت فكر علماني و لها قاعدة كبيرة في الشارع الفلسطيني, و الجبهة الشعبية التي هي امتداد لحركة القوميين العرب وتبنت الفكر الماركسي اللينيني و الجبهة الديمقراطية التي انشقت عن الجبهة الشعبية و الحزب الشيوعي الفلسطيني كان أيضا لهم مناصرين خاصة بين الشباب .عندما بلغت المرحلة الثانوية كان واضحا تأثير هذه الحركات و الأحزاب على مجتمع الطلبة.و بسبب الاحتلال كان نشاط هذه الحركات و الأحزاب محظور و كل من يساهم بفعاليات و أنشطة لها علاقة بالحركات والتنظيمات الفلسطينية معرض للاعتقال و كثيرين هم الذين أمضوا سنوات عدة من حياتهم في سجون الاحتلال بسبب انتماءاتهم الحزبية أو مشاركتهم في النشاطات المناوئة للاحتلال أو عمل عسكري ضد الاحتلال .رغم ذلك كنا كطلبة نشارك في التظاهرات ضد الاحتلال.

بعد نهاية الدراسة الثانوية حظي بعض زملائي على منح للدراسة في الإتحاد السوفيتي, طبعا أنا لم أكن منتمي لأي حزب أو حركة وكنت ميال للتدين. و كان خياري للدراسة الجامعية هو جامعة بيرزيت تلك الجامعة العريقة ذات السمعة الوطنية و الأكاديمية. 

بيرزيت كانت تعكس حال الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه و أقصد هنا من ناحية حزبية و تنظيمية.و كطالب جديد مثلي مثل كل الطلبة الجدد بدأ ممثلي الحركات الطلابية باستقطابنا للانضمام لحركاتهم الطلابية و كثيرين من كانوا حاسمين أمرهم بهذا الخصوص.

بالنسبة لي أمضيت سنواتي الدراسية دون الانضمام لأي حركة من هذه الحركات لقناعات خاصة ستعرفونها في سياق حديثي و لكن هذا لم يؤثر على تفاعلي مع النشاطات التي تجري على الأرض كما لم ينقص من وطنيتي و كنت صديقا للجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.كانت حياة الجامعة رائعة و قد خرجت الجامعة كثير من الطلبة الناجحين في الحياة المهنية كما في الحياة العامة.و لا يسعني إلا أن أتذكر الأخ مروان البرغوثي أدعو الله أن يفك أسره.

في نهاية العام 1991 حيث كانت أحداث انتفاضة الحجارة تدور على الأرض انهار الإتحاد السوفيتي ذلك العملاق الشيوعي القائم على أفكار ماركس و أنجلز و هنا يبقى السؤال المطروح هل هذا التفكك الذي حول الإتحاد السوفيتي سببه خلل في النظرية الاشتراكية أم خلل في التطبيق؟.

انتهت الشيوعية في بلادها و لكن للأسف لم تنتهي في بلادنا التغيير الوحيد الذي حصل هو بدل الحزب الشيوعي برزت مسميات أخرى كحزب الشعب و بقيت الحركات اليسارية كما هي تتبنى نفس الفكر و السؤال الذي أطرحه دائما لماذا ؟.هل و جد أتباع هذه الحركات التي لا أنكر وطنيتها ضالتها بعيد عن الدين مع أن الدين الإسلامي لم يقف حاجزا أمام الوطنية.الفكر الشيوعي بمؤسسه اليهودي كارل ماركس حارب الأديان ما عدا الديانة اليهودية فاليهود في نظره أصحاب حقوق مغتصبة فماذا نحكي نحن الفلسطينيين.

من المثير للتعجب مع كل التناقض في العقيدة و الفكر و السلوك بين الإسلام و الماركسية كيف تجتمع هذه الأفكار في قلوب من ولدوا مسلمين.و من وجهة نظري هذا ينطبق أيضا على كل فكر علماني.

الإسلام الذي بنى دولة عظيمة امتدت لقرون بينما كانت أوروبا تعيش عصور الظلام و الخزعبلات. هذه الدولة في عصرها الذهبي ساهمت في تطوير الكثير من المجالات كالفن و الزراعة و الاقتصاد و الصناعة و الأدب و الملاحة و الفلسفة و العلوم و الابتكارات و أنا أسرد كل هذه المجالات كي أقول لا لمن ينكرون على حضارتنا و للأسف من بني جلدتنا كل هذا الفضل للإسلام الذي ساهم في تطور البشرية و خاصة الغرب الذي استند على كثير مما أثراه علماؤنا في شتى العلوم.

القرن الماضي شهد حربيين عالميتين و مع و بدايته كانت نهاية الدولة العثمانية و انتشار الشيوعية بعد الثورة البلشفية و كان سابقا لهذين الحدثين ظهور الفكر اليساري في فرنسا مما أثار حفيظة الغرب بنظامها الرأسمالي فانتشار الشيوعية في الدول العربية و الإسلامية لم يعجب الغرب و بالتالي كان لابد من ظهور حركات مناهضة لهذا الفكر و هنا في العام 1928 برزت حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا رحمه الله الذي أستند في فكر جماعته على العقيدة الإسلامية طبعا لن أخوض في تفاصيل شيء لم أعاصره و لكن دائما كان يراودني هذا السؤال بما أنني مسلم لماذا لم لأنضم إلى الكتلة الإسلامية فترة دراستي الجامعية؟.

الإسلام دينا وليس فكر ولكن بروز جماعات تتبني فكر إسلامي.وجدت هذا المصطلح هلاميا فكر إسلامي في ظل وجود عقيدة إسلامية صعب قد يوجد مفكرين مسلمين و لكن فكر إسلامي إطلاقا لا فالإسلام جاء كافيا شافيا ليس بحاجة لأفكار فالفكر هو نتاج عقول البشر وبالتالي قابل للصواب و الخطأ.

أما الدين كل لا يتجزأ وبالتالي لا يجوز و كما نشاهد حاليا على أرض الواقع بروز أفكار تلصق للدين والدين منها براء بغض النظر عن مدى قربها أو بعدها عن الكتاب و السنة.

فكر القاعدة الذي كان صناعة أمريكية بامتياز كان الهدف منه محاربة الشيوعية في أفغانستان و لكن هذا الفكر تمرد على صانعه و هاهو يمتد إلى دولنا العربية و يساهم في تدميرها عدا عن الفتاوى التي تصدر عن هذا التنظيم والتي ليس لها سند أو أساس .يجب أن نفيق فالأفكار التي يخترعها بني البشر قد تكون مصدر دمار لهذه الأمة بل للعالم أجمع.

اليوم نعاصر أحداث مصر بعد ثورة يناير حيث تخلى الإخوان المسلمين عن كونهم جماعة و تحولوا إلى حزب لخوض الانتخابات و بالفعل استطاعوا الفوز بغض النظر عن الأرقام و الفوارق بين المرشحين أصبح الرئيس مرسي أول رئيس لمصر بعد الثورة. فوزه كان نتيجة طبيعية لأن الناس في مصر و كما في غزة تحب الدين و من يمثل الدين.

و لكن على النقيض تماما يوجد في كل مجتمع من له رأي مختلف و هذا أدي إلى الانقسام في غزة, وتذمر في الشارع المصري و التونسي أيضا.

لا أدري هل هو ضيق أفق أم عند فالتغيير في أي مجتمع لا يأتي بين يوم وليلة.لا زلت أذكر حين فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية في فلسطين خرجت أصوات و خاصة بين الشباب والشابات هل فوز حماس يعني التدخل في الحريات الشخصية بنت سألت هل سيفرض على لبس الحجاب؟.

حركة حماس طمأنت الجميع في كثير من تساؤلاتهم و لكن الفجوة العميقة بين الحركتين أقصد فتح و حماس أدت إلى حدوث انقسام .ما حصل في مصر أن الإخوان أخطئوا ولست بصدد الحديث عن هذه الأخطاء و لكن هناك تجارب للآخرين لماذا لم يستخلصوا العبر منها. 

في تركيا  حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ عام 2003 حتى الآن هذا الحزب ذا جذور إسلامية ,كما أن حزب الله في لبنان ممثل في البرلمان بل تحالف مع النقيض تماما حزب التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون , حزب الله يحكم على الأرض دون أن يكون ذو أغلبية برلمانية, و الثورة الإيرانية أيضا لها تجربة ناجحة.

هذه هي السياسة فنحن لسنا في عالم مثالي و لكن نطمح لعودة دولة إسلامية قوية تحكم كل العالم.و لكن لن نحقق هذا الطموح إلا بعودتنا إلى الإسلام الصحيح الذي ساد في القرون الثلاثة الأولي حيث لم يكن هناك دخلاء على الإسلام من فرق و أحزاب شوهوا صورتنا فأضحينا نوصف بالقتلة و الإرهابيين الإسلام دين السماحة و دين الحق و كل ما عداه باطل.

لا زال عندي الكثير بخصوص هذا الموضوع و لكن أكتفي بهذا القدر و أقول رغم عدم انتمائي لأي حزب أو جماعة أكن الاحترام للجميع و أرجو الله أن يوفقهم لما فيه خير هذه الأمة.

اللهم رُدنا إلى دينك ردا جميلا اللهم أمين و صلى الله على خير قائد في العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي قال: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً،  كتاب الله وسنتي ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدرسة الفاخورة

مدرسة الفاخورة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين تقع في مخيم جباليا. لجأ إليها العديد من الفلسطينيين الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم أثناء الحرب .

حرب 2008:
شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في صباح 27 ديسمبر 2008 سقط ضحية هذه الحرب الآلاف بين شهداء و جرحى ودُمرت العديد من المنازل و المساجد بالإضافة لتدمير معظم المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية والبنية التحتية لقطاعنا الحبيب وتم تجريف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية و ارتُكبت العديد من المجازر من قبل جيش الاحتلال.
في هذه التدوينة أتحدث إليكم عن مجزرة مدرسة الفاخورة حيث كان من بين الضحايا ثلاثة من أقربائي.
المجزرة:

السادس من يناير 2009 عصرا كان رأفت أبو عسكر الذي هجر بيته قصرا فجر ذلك اليوم بعد قصفه بصاروخ من طائرات العدو الصهيوني هو وأفراد عائلته في الشارع المجاور لمدرسة الفاخورة. لم يكن يدري رأفت أنه على موعد مع هجرة من نوع آخر.فقد انهمرت قذائف المدفعية الإسرائيلية ( البعض يقول القصف تم بصواريخ طائرات ) على المنطقة و حصلت المجزرة رأفت ( العم ) و خالد وعماد ( أبناء أخيه محمد ) و أربعين آخرون ممن كانوا في المدرسة و جوارها ارتقوا شهداء ( نحتسبهم عند الله كذلك ) لقد هجروا البيت وهاهم يهاجرون إلى الدار الآخرة.

شاهد على المجزرة:

فؤاد أبو عسكر ابن خال أبي رحمه الله والد رأفت رحمه الله حدثني عن ذلك اليوم قائلا:

" كنت خارجا من المسجد بعد صلاة العصر متجها نحو بيتي الذي قُصف فبل صلاة الفجر إذ بأصوات انفجارات أصبح المكان مظلما من الدخان والغبار ضج المكان بأصوات صراخ وتكبير امتزج بصوت سيارات الإسعاف و الدفاع المدني وسط هذا كله سمعت من ينادي (أبو محمد: أسامة و رأفت و خالد وعماد استشهدوا ) كان وقع الخبر على شديدا هرعت إلى المكان كان ابني رأفت ممدد عل الأرض بلا حراك لم أدري ماذا أفعل من هول الصدمة بدأت بالتكبير.حمل زوج أبنتي خالد وعماد إلى مستشفى كمال عدوان لكنهما فارقا الحياة بحثنا بين الجثث عن أسامة و لم نجده لقد كانت هناك جثة لنصف شخص ظنناه أسامة الذي فقد ساقيه عام 2004 أثر قصف إسرائيلي للموقع الذي يرابط فيه.الحمد لله الجثة ليس لأسامة. قال متنهدا لقد كان أحد الجيران يدفع عربة أسامة جاءت شظية في هذا الشخص و مات على الفور و استمر كرسي أسامة بالاندفاع للأمام بعيدا لقد نجا والحمد لله.واصل أبو محمد قائلا بدأنا بتفقد الجيران لقد سقط الصاروخ الأول على منزل أخي أشرف ثم تلاه عدة صواريخ على منزل جيراني من عائلة ديب 12 شخصا قضوا من نفس العائلة في هذا المنزل. توالى سقوط الصواريخ وهناك آخرون قضوا ممن كانوا يلجئون إلى المدرسة ".

اليوم التالي:

في صبيحة اليوم التالي توجهت و أخوتي و صهري إلى جباليا للمشاركة في الجنازة وهناك في الشارع الذي ارتكبت فيه المجزرة كان المنظر يوحي بالرهبة. الوجوم و نظرات الاستنكار و الاستهجان بدت عل وجوه جميع الحضور. كان الشارع يعج بالناس ووسائل الإعلام و رغم صعوبة التنقل و خطورة الأوضاع إلا أن جميع أفراد عائلة أبو شرخ شبابا وشيبا حضروا للمشاركة في تشييع الشهداء. ذهبت لمنزل فوأد أبو عسكر. كان هناك منزل لقد أصبح أثر بعد عين. المنزل قصف بطائرات F16 الحربية بعد خمس دقائق أو أقل من اتصال ورد على هاتف محمد أبو عسكر النقال يطالبه بإخلاء المنزل. صرخ محمد لتنبيه أهله و جيرانه الذين غادروا منازلهم تاركين كل مايملكوا للنجاة بحياتهم. محمد كان يدرك جدية الموضوع فحالته ليست الأولى منذ بداية الحرب في 27 ديسمبر 2008 فهذه سياسة العدو و إستراتجيته في هذه الحرب قصف منازل الناشطين في المقاومة و قصف المساجد بدعوى تخزين الأسلحة داخلها.

التقيت وباقي أفراد العائلة في منزل أسامة ابن فؤاد كان المشهد حزينا و الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن الموقف فؤاد الذي فقد أبنه وحفيديه و محمد الذي فقد ولديه و أخيه و باقي أفراد العائلة في حالة من رباطة الجأش و الحمد لله فهذا حال الصابرين المحتسبين عند الله رغم عظم المصيبة. قمنا بتعزيتهم و مواساتهم .الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمنين و نحسبهم إن شاء الله ممن قال الله تعالى فيهم:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة البقرة( 155- 157)

هذه العائلة قدمت وستقدم أفضل ما تملك من مال وولد في سبيل الله.

خرجنا إلى الساحة المجاورة لمدرسة الفاخورة انتظار و صول جثث الشهداء للصلاة عليهم و تشييعهم. سُطّرت جثث الشهداء بجوار بعضهن الواحد تلو الآخر.لم أر هذا العدد من الجثث طوال حياتي.

ألقى محمد أبو عسكر كلمة نيابة عن أسر الشهداء لازلت أذكر هذه الكلمات حيث قال:

" قدمت أسرتي أثنين من إخوتي شهداء ( أحمد استشهد في عام 2006 أثر اجتياح شمال قطاع غزة بعد خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط ) و قدمت أثنين من أبنائي شهداء و عندي أربعة من الأبناء الذكور و أنا على استعداد لأن أقدمهم واحد تلو الآخر".

أبو خالد الذي فقد منزله و أخيه وولديه تحدى الاحتلال الذي طالما هدف لكسر الإرادة الفلسطينية بممارساته التعسفية.

مع آذان الظهر صلى الجميع الظهر و على الشهداء صلاة الجنازة و انطلقنا صوب مقبرة بيت لاهيا سيرا على الأقدام حيث تم دفن جثث الشهداء.

رجعنا لمنزل أسامة وطلب أبو خالد من الجميع المغادرة بسبب خطورة الوضع.

ردود أفعال:

أثارت المجزرة ردود أفعال من العديد من دول العالم و الدول العربية كما ورد عبر وسائل الإعلام حيث طالب الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي كان في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك أن توقف إسرائيل اعتدائها على الفور بدون نقاش.كذلك وجه الرئيس الفلسطيني أبو مازن نداء لقمة مبارك ساركوزي يدعوهم بالوقف الفوري للعدوان واصفا ما حصل بالجريمة البشعة.

وفي الأمم المتحدة حيث وصل وزير خارجية البريطاني ديفيد ميلباند بشكل طارئ و ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة ما يجري على الأرض و ما سببته من أهوال بسبب الحرمان الذي يعاني منه أهل القطاع المحاصر.وكعهدها الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كوندليزا رايس معقبة على طلب وقف النار الموجه من الرئيس مبارك قالت "إننا بحاجة للتوصل لوقف إطلاق نار يضمن أمن إسرائيل بالدرجة الأولى" .

فيما بعد قام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة قطاع غزة وزيارة مدرسة الفاخورة و مع كل الأصوات التي تعالت في شوارع الدول العربية والعالم لم توقف الحرب.

الفاخورة لم تكن الأولى:
مجزرة الفاخورة لم تكن الأولى منذ بداية الحرب ففي 29 ديسمبر 2008 خمس طفلات من عائلة بعلوشة استشهدوا أثر قصف مسجد عماد عقل المجاور لمنزلهم في مخيم جباليا.

5 يناير 2009 حصلت مجزرة بحق عائلة السموني راح ضحيتها 21 شخصا من هذه العائلة رحمهم الله ونحتسبهم عند الله شهداء.

18 يناير 2009 الحرب انتهت. ونعيش الآن في غزة أجواء حرب جديدة و مع ذلك لا ننسى ما ارتكبه العدو من مجازر في حق شعبنا الفلسطيني فذكرى دير ياسين و صبرا وشاتيلا و قانا و الفاخورة وغيرها منقوشة في ذاكرتنا. هذه المجازر رغم فظاعتها لن تكسر إرادة شعبنا بإذن الله.

أدعو الله أن يرحم شهدائنا ويشفى جرحانا ويفك أسر أبنائنا في سجون الاحتلال ويحرر المسجد الأقصى إنه على كل شيء قدير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الميلاد - Christmas

قال تعالى:

آل عمران ( 45 )

يحتفل المسيحيون الغربيون حول العالم في ليلة 24 ديسيمبر و نهار 25 ديسمبر من كل عام بعيد ميلاد عيسى(عليه السلام). كما يحتفل المسيحيون الشرقيون بنفس المناسبة في ليلة 6 يناير و نهار 7 يناير نتيجة لاختلاف بين التقويمين الغريغوري والبولياني.

24 ديسمبر قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام كان عيدا وثنيا يحتفل فيه الرومان بتكريم الشمس وليس غريب على الرهبان الذين ضلو عن الطريق الصحيح أن يقدسوا هذه الذكرى ويختاروا هذا التوقيت بالذات لذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام .

قصة الميلاد وردت في القرآن الكريم حيث أمر الله السيدة مريم العذراء تلك المتعبدة منذ نشأتها في المسجد الأقصى أن تهز جذع النخلة حتى تتناول الرطب الذي ثبت فيما بعد أنه يخفف من آلام الولادة قال تعالى:

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾

[ سورة مريم الآية: 25-26]

أنا ابن فلسطين حيث ولد السيد المسيح عليه السلام بلدنا مليئة بشجر النخل . النخل فاكهة صيفية  في فلسطين ينتهي موسمه قبل بداية فصل الشتاء بشهرين فكيف يعقل أن يكون ميلاد السيد المسيح عليه السلام في بداية فصل الشتاء.

أثناء احتفالات بيت لحم بالألفية الثانية لميلاد السيد المسيح عليه السلام أحد علماء الفلك الاستراليين تتبع نجمة الميلاد وحسب حساباته الفلكية أكد أن ميلاد عيسى عليه السلام تم في شهر يوليو.

و في نفس السياق أثار كتاب للبابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان أعلى شخصية دينية لدى المسيحيين ضجة حول تاريخ الميلاد و أن كثير من المسلّمات في هذه القضية غير صحيح وقد بنيت على تقديرات راهب في القرن السادس أخطأ في تحديد تاريخ ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

هؤلاء الرهبان لم يخطئوا فقط في تقدير تاريخ ميلاد المسيح عليه السلام بل اعتبروه  ابن الله و حاشا لله أن يكون له ولد قال تعالى:

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ) النساء ( 171 ) 

هذا يدعونا للتفكر في أن ما أراده الرهبان بتقديس هذه الذكرى سوى استمرارية تقديس مخلوقات الله كالشمس التي يرمز ظهورها في فصل الشتاء للدفء و هي دعوة للشرك و العياذ بالله.

كثيرون هم الذين ينشرون التخاريف و الخزعبلات في العالم الغربي و هذا واضح في ثقافتهم من أفلام و روايات وضوح الشمس التي نحترمها إذ تمدنا بالنور و الدفء بإذن الله سبحانه و تعالى.

الحمد لله على نعمة الإسلام و السلام على النبي عيسى الذي بشرنا بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) كما ورد في القرآن و سيخلص العالم بإذن الله من هذه الضلالات.

Christians around the world celebrates on the night of 24 December and day  of 25 December every year the birthday of Isa Ibn Maryam - Jesus (peace be upon him) as the Eastern Christians celebrates the same way on the night of January 6 and day 7 January due to the difference between the Gregorian calendar the Julian calendar.

December 24, before the birth of Jesus Christ the pagan Romans honored the Sun and not strange for Those Who Astray to revere this anniversary and choose this particular time to commemorate the birth of Jesus (peace be upon him).

In the Qur'an where ALLAH order Virgin Mary to shake the trunk of the Palm, and it is known that the palm tree in Palestine where Jesus (peace be upon him) was born is a summer fruit.

During the Bethlehem celebrations in the second millennium of the birth of Jesus (peace be upon him) one of Australian astronomers followed the star of  birth of Jesus (peace be upon him) confirmed that the birth was in the month of July.

And in the same context, the effects of the book written by Pope Benedict XVI. Pope fuss about Christmas and many believes in this case is incorrect and was built in the sixth century by a monk estimates who erred in determining the date of the birth of Jesus (peace be upon him).

Christians says that Jesus (peace be upon him) is son of ALLAH, and ALLAH forbid to have born.

This invites us to think on what the monks sanctify. Is a reverence of the Sun that appear in the winter as a symbol for warmth as ALLAH and this is an invitation to decoy.

Many in the Western world  who publish the senile and hocus pocus and this is evident in the culture of films and novels as the sun which provide us with light and warmth, ALLAH Almighty.

Thank ALLAH for the blessing of Islam and the Prophet Jesus ( peace be upon him)  who bore us of the Prophet Muhammad (peace be upon him) as stated in the Qur'an, and who I mean Jesus ( peace be upon him) will rid the world of these aberrations.