السبت، 30 نوفمبر 2013

برامج التلفزيون الواقعي


برامج التلفزيون الواقعي

تتنافس القنوات التلفزيونية العربية في عرض البرامج الواقعية مثل برنامج " ستار أكاديمي - اراب ايدول - اراب قوت تالينت – ذا
فويس " وغيرها من البرامج بتسميتها ومنشأها الغربيين وليس فيها ما يمت للعرب بصلة فهي تقليد أعمى للبرامج ذات النسخة الأصلية التي أصبحت علامات تجارية مسجلة تنتشر في جميع أنحاء العالم تقليد في الشكل  والمضمون سواء في ديكور المسرح أو طريقة التقديم أو لجان التحكيم و قبل كل شيء اختيار المتسابقين  إلى أخره.
استطاع الغرب بما لديه من إمكانيات أن يغزو عالمنا العربي في جميع جوانب حياتنا بدءا مما نلبس و نأكل و نشرب و انتهاء بما نشاهد. فهذه القنوات موجودة في كل بيت عربي للأسف إلا من رحم الله وهنا تكمن الخطورة لعدم وجود رقابة على مثل هذه البرامج حيث يوجد العديد من التجاوزات للخطوط الحمراء من مشاهد تخدش الحياء و اليوتيوب مليء بالأمثلة على فضائح برامج تلفزيون الواقع بنسختها المعربة مع العلم أن الدول الغربية تفرض نوع من الرقابة على العديد من البرامج وتجبر قنوات التلفاز بتحديد فئة العمر المستهدف للعديد من البرامج وهو ما يسمى بالرقابة الأبوية.   
هذه البرامج الهدف منها تدمير الروح الإبداعية للإنسان العربي و إلهائه عن التفكير في قضاياه الجوهرية وما ينتج عن هذه البرامج بما يسمى من نجوم لا يسطع نورها إلا في ظلمة الحانات و النوادي الليلية.
يعتقد كثيرين ممن تتقمصهم الروح الغربية في منهاج حياتهم حيث أصبح لديهم قناعات بأن الحياة على الطريقة الغربية هي الأفضل و تناسوا أننا كنا ومازلنا أفضل الأمم قال تعالى: 
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )(آل عمران: من الآية110).
ففي الوقت الذي كانت فيه أوروبا و الغرب ترزحا في ظلمات العصور الوسطى كان العرب والمسلمون علماء للفلك والطب و الرياضيات و لهم الفضل الكبير على ما يطبقه الغرب الآن في مجال هذه العلوم كما لا يدرك هؤلاء المقلدون و لغياب الحس الديني و الأخلاقي لديهم بأن هذا التقليد الأعمى لهذه البرامج التي تتنافي مع أخلاقنا كعرب و مسلمين لما تعرضه من خلاعة و عري تشكل خطرا كبيرا على أبناءنا و طريقة تربيتهم تربية سليمة أضف على الخسارة المادية التي تعود على المشاهدين حيث لا يكتفي مروجي هذه البرامج بعرضها المجاني في ظاهره بل يترك المجال لجمهور المشاهدين بالتفاعل مع هذه البرامج من خلال إرسال الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة و بتكلفة مرتفعة. ناهيك عن إهدار الوقت في متابعة هذه البرامج.
أما آن الأوان أن نستيقظ من غفوتنا لقد أعجبتني مقولة نقلها ابني عن مدرسه خاطب بها أحد الطلاب الكسالى ( الناس وصلت القمر و أنت لسه ما فتحت الدفتر).
يجب أن ندرك أننا قادرون على الإبداع الخلاق و هذا لا يتم إلا بتنمية مواردنا البشرية شبابنا الذي يضيع بسياسة التغييب الفكري و الذهني و التقليد الأعمى للغرب شبابنا الذي نقتل طموحاته و تطلعاته.
يا عرب يا مسلمين استثمروا في أبناءكم ازرعوا كي تحصدوا فالمشوار طويل والمتربصين بهذه الأمة كُثر.  

ليست هناك تعليقات: